Latest news

خدمات التطعيم أثناء الحرب الدائرة في السودان

No comments

حوار مع مدير برنامج التحصين الموسع بوزارة الصحة الاتحادية

 لدينا الشركاء الرئيسين وهم منظمة الصحة العالمية واليونيسيف بالإضافة للتحالف العالمي للقاحات. وفي الظرف الحالي لدينا منظمة انقاذ الاطفال واطباء بلا حدود  ولجنة الانقاذ الدولية وعدد من المنظمات تساعد في توصيل الخدمة لأطفالنا في كل الولايات

المصدر: مبادرة تطعيم

يعتبر تفشي الأوبئة من أكثر الأحداث شيوعا في أوقات الكوارث الانسانية وبالذات الناتجة من الصراعات المسلحة والحروب نسبة لعدم القدرة على التدخل بالاجراءات الوقائية المناسبة مثل التطعيم وتوزيع فيتامين (أ) والناموسيات بسبب انهيارالنظام الصحي في المناطق التي تشهد هذه الصراعات. والنظام الصحي حسب تعريف منظمة الصحة العالمية يشمل “كل المنظمات والأشخاص والأفعال التي تهدف بصورة أساسية إلى تعزيز الصحة أو استردادها أو الحفاظ عليها.. لذلك فإن النظام الصحي أوسع من مجرد هرم للمرافق العامة التي تقدم الخدمات الصحية الشخصية”. وأحدث التقارير الرسمية وغير الرسمية في السودان تتحدث عن تفشي لأمراض معدية في ولايات ومناطق لم تكن بؤر لها قبل الصراع المسلح الحالي مثل الكوليرا وحمى الضنك. تعتبر الأمراض التي يمكن الوقاية منها بالتطعيم من أكثر الأمراض تسببا لوفيات الأطفال في السودان في خلال الأعوام العشرة الماضية بالرغم من توفر هذه اللقاحات بشكل شبه دائم في خلال العام ونسبي في معظم ولايات السودان بتنسيق من وزارة الصحة واليونسيف ومنظمة الصحة العالمية ودعم الاتحاد العالمي للقاحات. أشارت كثير من الدراسات والتقارير الى أن هناك تحديات كبيرة تواجه التطعيم في السودان قبل الحرب منها تحديات متعلقة بالوصول الى خدمة التطعيم مثل الوفرة النسبية للتطعيم في ولايات السودان المترامية الأطراف، وعدم توفر خدمة الكهرباء في هذه المناطق لحفظ اللقاحات. هناك عوامل اخرى مرتبطة بالمفاهيم والاعتقادات الخاطئة لبعض المجموعات السكانية عن التطعيم، وكذلك وضع أولويات سبل العيش كأهم هدف للحياة مما ترك تطعيم الأطفال من اخر أولوياتها مثل القبائل الرعوية والتي تشكل حوالي 10% من السكان ، وكذلك النازحين الذين فروا من الصراعات المسلحة واستقروا في وسط وأطراف المدن، وكذلك المجموعات التي تسكن المناطق التي تقع تحت سيطرة الحركات المسلحة والمتمردين في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان. بعد 15 أبريل، ومع تزايد آثار الحرب القائمة حاليا  من موجات النازحين واللاجئين الذين يفوق عددهم الخمسة ملايين من نازحين متواجدين في مراكز الايواء والمعسكرات في الولايات الآمنة نسبيا، وعدد أكبر نزح الى المدن والقرى في نفس هذه الولايات واصبحوا غير مرئيين أو محصورين للنظام الصحي. في مثل هذه الظروف الغير طبيعية يصعب التكهن بمدى فعالية الطرق التقليدية لامداد وتوصيل اللقاحات. لذا تلجأ السلطات الحكومية متمثلة في وزارة الصحة الى طرق أخرى  بديلة لتوصيل الامداد من اللقاحات بالتعاون مع الكثير من الشركاء داخل وخارج السودان. قامت مبادرة تطعيم باجراء هذا الحوار بمدينة ود مدني مع الأستاذ إسماعيل العدني مدير برنامج التحصين الموسع بوزارة الصحة الإتحادية للتعرف عن قرب على جهود برنامج التحصين بوزارة الصحة لتوصيل اللقاحات من الموانئ السودانية الى ولايات السودان المختلفة في ظل هذه الظروف الاستثنائية وبالذات المناطق المتأثرة بالحرب الدائرة حاليا.

كيف يعمل برنامج التحصين الموسع في السودان في هذه الفترة ؟

من المعروف ان برنامج التحصين قائم على ثلاثة أعمدة رئيسية وهي كيفية توصيل خدمة التطعيم الروتيني للأطفال وبالمعروف أن ذلك يتم عبر إستراتيجيات المراكز الثابتة والفرعية والجوالة لجميع الولايات. كذلك لدينا نظام التقصي المرضي لمعرفة اثر التطعيم الروتيني وهل استطاع إيقاف سريان الأمراض ام لا زالت توجد أمراض وأماكن تواجدها .وكيفية التدخل

العمود الثالث يمثل أنشطة إضافية لمساعدة التطعيم الروتيني في حالة كشف نظام التقصي عن خلل في التطعيم الروتيني في منطقة ما  وبالتالي مما أدى الى ظهور أمراض.

 ما هو الوضع الحالي للتحصين؟

 في ظل الظروف الحالية نحن نتحدث عن وضعية إستثنائية وطارئة لبرنامج التحصين من المعروف أنه لا يوجد إستغناء عن برنامج التحصين في ظل كل الظروف. بالتالي كان لا بد من تحويل برنامج التحصين الى عمل طوارئ لمتابعة الانشطة الروتينية من خلال تكوين فريق إتحادي مسؤول عن متابعة انشطة التطعيم الروتيني والذي حدث أن تم تكوين فريق إتحادي من مجموعات تنقسم هذه المجموعات إلى مجموعة مسؤولة عن سلسلة التبريد وكيفية توصيل اللقاحات والإمداد للولايات ومجموعة مسؤولة عن العمل الروتيني وكيفية عمل هذه الاستراتيجيات بالنسبة للمراكز الثابتة والفرعية والجوالة بجميع الولايات ومجموعة للتقصي المرضي لمتابعة الامراض على مستوى الولايات ومجموعة للأنشطة الاضافية للتدخل في المناطق التي يوجد بها هشاشة او ضعف في التطعيم والتي تظهر نتائجه في شكل أمراض.

لذلك اذا اردنا ان نرد على سؤال كيفية عمل برنامج التحصين الموسع في السودان في هذه الفترة، يمثل ما تحدثت عنه المحاور الرئيسية بالإضافة الى مجموعة المتابعة والتقييم التي تتابع الوضع العام ووصول الامداد والتغطيات والتقارير والاجتماعات المرصودة.

هل هنالك امداد  باللقاحات للولايات؟

قد تكلمنا عن الامداد بشكله طبيعي حين كان يصل في فترات محددة. في الوقت الراهن تم التنسيق مع كل الشركاء ويشمل منظمة الصحة العالمية واليونيسيف والتحالف العالمي للقاحات وتناقشنا معهم في اهمية توفير الامداد بشكل مستمر لأجل ان يصل لهذه الولايات. يتم التنسيق للشحنة العالمية التي تصلنا عبر اليونيسف مع التحالف العالمي للقاحات وفي هذه الفترة وصلتنا ثلاث شحنات عالمية، استطعنا استلامها من بورتسودان وتم توزيعها مباشرة في البدايات عبر محطات محددة، تم توزيعها الى اثنتي عشرة ولاية . لدينا تحدي في وصول الامداد لجزء من الولايات التي تشهد احداث حالية فكان لابد من ان تتعامل مع ولايات الخرطوم وولايات دارفور بنفس الطريقة بإعتبار ان هذه امانة وانه حق مشروع للأطفال أن يتلقوا التطعيم مهما كانت الظروف في البلد. بالتالي وضعنا المسارات التي من الممكن ان نوصل بها الإمداد لولاية الخرطوم مثلا التي هي عبر ولاية نهر النيل حيث يصل الامداد لمحلية كرري، بالتالي لدينا مراكز استطاعت العمل عبر المحلية. كذلك عبر ولاية الجزيرة ربطنا بعض المراكز في محلية شرق النيل. وكذاك عبر بعض الشركاء مثل اطباء بلا حدود وادارة الطوارئ في ولاية الخرطوم لتوصيل بعض الامداد واللقاحات لبعض المراكز العامة في ولاية الخرطوم.  بالنسبة لشمال دارفور، يصل اللقاح ايضا عن طريق النيل الأبيض حيث يوجد عدد من الشركاء يساهمون في ترحيل الامداد في ولاية دارفور كذلك ولاية جنوب كردفان عبر منظمة انقاذ الأطفال والوزارة والقوات المشتركة وعبر الكنفوي نستطيع توصيل الامداد. الفكرة كلها في ان وجود اي فرصة ممكن توصل الامداد لهذه المناطق او للولايات نستثمرها لتوصيل اللقاحات بإعتبار ان الاطفال الموجودين هنالك عندهم حق في التطعيم.

ماهو الكونفوي؟

يقوم الكونفوي بتوصيل الامداد بشكل عام  لولايات دارفور. من دارفور يأتي كنفوي لتوصيل كل الامداد لشمال دارفور وبعض الولايات في دارفور بيتم توصيل كل الامداد سواء كان ادوية  أو مواد تغذية أو محاليل.

هل الكونفوي حكومي تابع لوزارة الصحة الاتحادية او منظمة خاصة؟

هو جسم حكومي من حكومة اقليم دارفور نفسها حيث يتحرك الكونفوي للإتيان بالإمداد.

هل هو جسم تابع لدارفور خاص بالصحة؟

ليس خاص بالصحة فقط، امداد لكل شئ. الكونفوي فيهو كل الامداد سواء كان امداد غذائي سواء كان امداد دوائي.  هو خاص بحكومة اقليم دارفور. اي مؤسسة لديها امداد تنسق مع الكانفوي بحيث يتم توصيل الامداد سواء كان الامداد لقاحات كما في برنامج التحصين أو ادوية للطب العلاجي أو مستلزمات للطوارئ أو مبيدات. كل القطاعات تشترك فيه.

من هم شركاء العمل في برنامج التحصين؟

 لدينا الشركاء الرئيسين وهم منظمة الصحة العالمية واليونيسيف بالإضافة للتحالف العالمي للقاحات. وفي الظرف الحالي لدينا منظمة انقاذ الاطفال واطباء بلا حدود  ولجنة الانقاذ الدولية وعدد من المنظمات تساعد في توصيل الخدمة لأطفالنا في كل الولايات.

كيف أثرت الحرب على برنامج التطعيم ؟

اكيد الحرب اثرت ونزح الكثير من الناس من مناطقهم وبيوتهم واستقروا في مراكز ايواء. بالنسبة لنا كل مراكز الايواء على مستوى الولايات استطعنا أن نصلها ونرصدها وندخل فيها خدمة التطعيم الروتيني. بمعني اذا كان مركز الايواء في مدرسة حي او في معسكر، نقوم بادخال خدمة  التطعيم الروتيني. الاطفال الموجودين في كل ولاية فيها تجمعات نازحين نصلهم بالتطعيم الروتيني لاطفالهم في  ولايات الجزيرة في النيل الابيض في القضارف في كسلا في الشمالية و نهر النيل وفي كل الولايات.

ماذا عن مناطق النزاعات؛ هل بيتم الوصول عبر المنظمات؟

هي امر تنسيقي ؛فما هو قصدك بمناطق النزاعات! مثلا منطقة الخرطوم لا زال وعلى حسب المنشور الذي تم نشره على صفحة التواصل الإجتماعي بالفيسبوك قبل عدة ايام انه يوجد أطفال تم تطعيمهم بجزء من التطعيمات الروتينية .

يتم هذا عبر التنسيق بين ولاية الخرطوم وولاية نهر النيل يعني عبر ولايتين. الشق الحكومي الذي هو التفصيل بين ولاية الخرطوم وبين ولاية نهر النيل؛ بوجود مدير برنامج التحصين ولاية الخرطوم بالتنسيق مع مدير البرنامج في ولاية نهر النيل بعد ان يتم تحديد فترة امداد لتوصيل اللقاحات من نهر النيل الى كرري.

عن طريق من يتم تقديم خدمة التطعيم؟

يتم تقديمها عن طريق فني التحصين المدربين الموجودين في المراكز خاصة في محلية كرري. والذي يعتبر هذا تخصصهم وخدمتهم المعروفة التي يقدمونها.

هل توجد متابعة دورية لوصول الامداد؟ 

نعم لدينا متابعة اسبوعية يحدث فيها تحديث بوضع الإمداد ومكان توقفه وهل كل الولايات تمتلك امدادات كافية والى متى ستكفيها، ومتى يمكن ان نطلب الشحنة القادمة… كذلك تصلنا التقارير من مراكز التغطية، بمعنى كم التغطية لغاية الآن. كذلك الرصد والتقصي. وتقصي أمراض الطفولة التي رصدت الى الآن هي  كم وأين، وكيفية توزيعها بين الولايات وأهمها لدينا مثلا حالات اشتباه الحصبة التي هي الحمى والطفح الجلدي التي ظهرت في النيل الأزرق والتي يقال عليها حصب. نحن في برنامج التحصين لا نستطيع أن نقول حصبة الا بعد العمل على جمع عينات و نحصل على استلام نتائج تم فحصها في المعمل. مؤخرا جمعنا عينات وأرسلناها للمعمل ببورتسودان وتم فحصها وظهرت نتائجها. جزء منها حصبة وجزء منها حصبة المانية وجزء منها مستبعد لكن على العموم تدخلنا باستجابة كبيرة في معسكرات النيل الابيض وقمنا بتطعيم فيها الاطفال اقل من 5 سنوات كذلك في النيل الازرق في محلية ود الماحي كان العدد كبير ايضا، قمنا بالتدخل وطعمنا الاطفال الاقل من 5 سنوات باقي الولايات بنرصد فيهم الحالات وبنشيل عينات على اساس انو النتيجة هي البتحدد لينا هل هي حصبة أم لا. 

هل لديكم نسبة مئوية لهذه الأعداد الكبيرة؟

في النيل الابيض كان عدد حالات الاشتباه كبير لذلك تدخلنا كذلك محلية ود الماحي لأنها محلية واحدة والعدد فيها كبير تدخلنا بي حملة استجابة للحصبة.

الحصبة هل هي كانت موجودة ولا ظهرت مع الحرب فقط ؟

موجودة طبعا منذ العام 2020 يوجد لدينا عدد من حالات الاشتباه و قمنا بعمل مقارنة للحالات ما بعد وقبل الحرب. تقريبا لا توجد تغييرات كبيرة نفس التردد ما زال نفسه لكن توجد تحسبات لعمل حملة كبيرة للحصبة والحصبة الالمانية للقاح الجديد لأنه يستطيع أن يوقف سريان المرضين الحصبة والحصبة الالمانية مع بعض لأن كل الحالات المشتبهة بعد فحصها جزء منها حصبة وجزء منها حصبة المانية. لذا حاليا لدينا ترتيبات لتنفيذ حملة  الحصبة والحصبة المانية  لأنه قادر على التدخل في المرضين ليحصل فيهم انخفاض.

تم تنفيذ الجولة الأولى لشلل الأطفال, متى تبدأ الجولة الثانية؟

أعتقد أن هذا الموضوع مهم .. فعلا نفذنا الجولة الاولى للإستجابة للفيروس الوافد لشلل الأطفال والترتيبات جارية لتنفيذ الجولة الثانية في شهر نوفمبر لمحاولة تنفيذ الجولة الثانية .

هل هنالك تخطيط للقيام بأي حملة ؟

مثلما ذكرت، نعم يوجد تخطيط لحملة الحصبة والحصبة الالمانية، وكذلك التخطيط لحملة شلل الأطفال. المهم في الموضوع ان برنامج التحصين يعمل في الوضع الحالي واللقاحات تصل لكل المراكز ونأمل في حال ايجاد أي فرصة لأي فرد لديه طفل ان يسارع بالتطعيم لأن هذه امراض طفولة لا علاج لها والوقاية الوحيدة منها هي بالتطعيم وأعتقد في ظل هذه الظروف، استطعنا توفير التطعيمات ووصلت لكل المراكز خاصة في مناطق النزاعات فأي فرصة توجد نتمنى ان التطعيم يكون اولوية عند الناس لأن خط الدفاع الاول للطفل هو التطعيم وربنا يصلح الحال والناس تستقر إن شاء الله.

هل يتم رصد امراض الطفولة بشكل منتظم ؟

نحن نملك تقرير اسبوعي حيث يأتي تقرير من الولايات وايضا عن طريق التلفون حيث يتم السؤال بشكل مباشر (هل تم رصد اي من امراض الطفولة لديكم؟) وبيتم رصد الحالات بذكر عدد حالات الاشتباه للحصبة التي هي حمى وطفح جلدي او عدد كذا حالة سعال ديكي في كذا وكذا لكن نقارنها بما قبل الحرب هل كانت هذه الامراض موجودة بنفس المعدلات ام يوجد ما هو جديد يستدعي للقول بانه يوجد وباء.

هل توجد أي امراض أخرى غير الحصبة؟

لا يوجد بالشكل الغير طبيعي. الى الآن الحالات الظاهرة عندنا هي نفس معدلات الامراض قبل الحرب هي نفسها الآن. مثلا اذا سالت عن السعال الديكي والدفتريا وغيرها لا توجد حالة مخيفة أو وبائية. والوضع مستقر بشكل عام.

بالنسبة لتطعيم التيتانوس؟

ايضا هو جزء من برنامج التطعيم موجود في المراكز.

يوجد كثير من الأمهات في هذه الفترة يضعون اطفالهم في المنازل بدل المستشفيات كيف بيصلهم تطعيم التيتانوس؟

يوجد التطعيم في المراكز. يعني اذا كان في شخص ومركز التطعيم بالقرب منه يمكنه الذهاب للتطعيم .

.شكرا جزيلاً أ. إسماعيل العدني مدير برنامج التحصين بوزارة الصحة الإتحادية

قام باجراء الحوار: أ. رزان عثمان

Tat3im Teamخدمات التطعيم أثناء الحرب الدائرة في السودان

Related Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *